من بين 5000 مرشح.. مستشارةُ السكوري و3 من أعضاء حزبه ضمن 10 ناجحين في مبارتين لتوظيف متصرفين ومفتشين للشغل أشرفت عليها وزارته!

أظهرت قائمة المرشحين الناجحين في اختبارات توظيف 5 متصرفين من الدرجة الثانية و5 مفتشين للشغل من الدرجة الثالثة، ظفر العديد من الأسماء المقربة من يونس السكوري، وزير الإدماج الاقتصادي والمقاولة الصغرى والتشغيل والكفاءات، الذي تُشرف وزارته على المُباراة، بما يشمل مُستشارته و3 من أعضاء أو أبناء قياديي حزب الأصالة والمعاصرة الذي ينتمي إليه.

وكما سبق أن توقعت "الصحيفة" منذ إجراء الاختبارات الكتابية، فإنه من بين 5000 مرشح ومرشحة تقريبا للمباراة، وجدَ المقربون من السكوري طريقهم إلى الاختبارات الشفوية، ثم إلى القوائم النهائية للناجحين، والتي تتعلق بتوظيف 5 متصرفين من الدرجة الثانية ضمن السلم 11، و5 مفتشين للشغل من الدرجة الثالثة ضمن السلم 10، ما يدفع للتساؤل حول مسار المبارتين.

قائمة النتائج النهائية الخاصة بمباراة توظيف المتصرفين، تصدرتها ندى بنرباك، وصُنفت الأولى بحكم أن الترتيب "حسب الاستحقاق"، وهي ليست فقط مستشارةً في ديوان الوزير السكوري الذي يُعد المشرف المباشر على المباراة، بل هي أيضا ابنة محمد بنرباك، والي جهة بني ملال خنيفرة، عامل إقليم بني ملال.

أما لائحة توظيف مفتشي الشغل فتبدو أكثر إثارة للجدل، حيث إن 3 أسماء من أصل 5 ناجحين لها علاقة بحزب "الأصالة والمعاصرة" الذي ينتمي إليه وزير التشغيل، في مقدمتها زهرة الحجيرة، ابنة النائب البرلماني "البامي" عن دائرة القرية – غفساي، محمد الحجيرة، وهو أيضا عضو لجنة مراقبة المالية العامة والحكامة.

الشخصية الثانية هي سهام لفحال، وهي عضو بحزب الأصالة والمعاصرة وسبق أن ترشحت باسمه في الانتخابات التشريعية لسنة 2021 عن دائرة وزان، ضمن القائمة التي كان وكيلها القيادي البارز في الحزب العربي المحرشي، وجرى ترشيحها حينها وهي لا تزال طالبة، كما نجد محمد الحبيب اعميار، عضو الكتابة الإقليمية لـ"البام" وزان وأحد المقربين أيضا من القيادي في الحزب العربي المحرشي.

وسبق لـ"الصحيفة" أن تنبأت بها السيناريو المثير للتساؤلات، منذ بروز قائمتي الناجحين في الاختبارات الكتابية للمبارتين، والتي أسفرت عن استدعاء 14 مرشحا للاختبارات الشفوية بالنسبة للمباراة الخاصة بتوظيف المتصرفين، التي أجريت يوم 22 ماي الجاري، و28 مرشحًا للاختبارات الشفوية بالنسبة للمباراة الخاصة بتوظيف مفتشي الشغل، التي أجريت بتاريخ 23 ماي الجاري.

ويبدو حصول 4 أشخاص من المقربين من الوزير المشرف على المباراة أو المنتمين لحزبه، على الوظيفة من إجمالي 10 أشخاص حالفهم النجاح على المستوى الوطني، انطلاقا من قائمة أولية تضم 5000 شخص تتوفر فيهم شروط الترشيح، أمرا يستحقُ الوقوف عنه، خصوصا أن اسم "البام" سبق أن ارتبط بجدل كبير آخر حام حول نزاهة امتحان الولوج إلى مهنة المحاماة.

هذا الجدل الذي تفجر في بداية سنة 2023، ارتبط أساسا باسم وزير العدل عبد اللطيف وهبي، الذي كان حينها أمينا عاما لحزب الأصالة والمعاصرة، وتحول إلى احتجاجات ودعاوى قضائية، اضطرت الوزير في نهاية المطاف إلى الإعلان عن إجراء مباراة جديدة لكن دون إلغاء نتائج الأولى، التي كان من بين الناجحين فيها أبناء مسؤولين معروفين، من بينهم نجله هو شخصيا.